لا يزال التسويق التقليدي والتسويق الرقمي من بين المناقشات الحقيقية في العديد من الشركات عند اتخاذ قرار أي نوع من التسويق سينجح معهم! لكن بالتأكيد أن التسويق الرقمي يأخذ مساحة أكبر على حساب التسويق التقليدي، وهذا لا يعني أن التسويق التقليدي سيندثر.

تحول المسوقون الآن إلى المنصات الرقمية للترويج لعلاماتهم التجارية كمنصات تسويق رقمية مثل منصات التواصل الاجتماعي (فيس بوك وانستقرام وسناب شات وغيرها) والإعلانات الممولة بأنواعها ورسائل البريد الإلكتروني وغيرها، هذه المنصات يتم استخدامها لاستهداف الجمهور المستهدف للنشاط التجاري.

التسويق التقليدي بمفهومه التقليدي يعرف بأنه “نظام متكامل من أنشطة الأعمال المتفاعلة التي تستهدف تخطيط، وتسعير، وتوزيع وترويج السلع والخدمات التي تشبع حاجات ورغبات العملاء الحاليين والمرتقبين. الفرق بينه وبين التسويق الرقمي يكمن في الوسيلة التي يواجه من خلالها الجمهور رسالة تسويقية أو فيما يعرف بـ رقمنة مصادر الوصول إلى الجمهور المستهدف للأنشطة التجارية المختلفة

في التسويق التقليدي كانت الصحف والمجلات والبطاقات البريدية والكتيبات والخطابات والمنشورات والبريد المباشر والمعارض التجارية والإذاعة هي المصدر المؤدي للجمهور المستهدف للتسويق للخدمات والمنتجات

في التسويق الرقمي تنوّعت المصادر للوصول إلى الجمهور والتسويق للمنتجات والخدمات  وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات الممولة والنشرات البريدية عبر البريد الإلكتروني سيدة الموقف وهي المصادر الفعّالة بشكل كبير والمجدية بشكل أكبر.

تشمل قنوات التسويق الرقمي:

• وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك، إنستقرام،  إلخ)
• موقع الكتروني
• تسويق المحتوى
• التسويق بالعمولة
• التسويق الداخلي (Inbound Marketing)
• التسويق عبر البريد الإلكتروني
• PPC (الدفع لكل نقرة)
• SEM (التسويق عبر محركات البحث)

الكثير من الشركات تفشل في إدراك حقيقة أن أسواقها تتغير كل خمس سنوات نتيجة التطور الرهيب في العالم التقني والرقمي، و بالتالي تصبح إستراتيجية الأمس الرابحة خاسرة اليوم!
لذا تجد هناك نوعين من الشركات:

– تلك التي تتغير
– تلك التي تختفي!
أنت من سيحدّد نوع التغيير!

يعتبر التسويق مجالاً واسعاً جداً ويشمل الكثير من الأمور التي تتعدى مجرد الترويج أو الدعاية لمنتَج ما أو خدمة. بل يشمل مجموعة واسعة من التقنيات والتكتيكات والأساليب التي يتم استخدامها والتي تؤثر في المستخدم أو الزائر (الزبون المحتمل)، وتدفعه إلى الرغبة في شراء المنتَج. بهذا المعنى، يمكننا أن نتخيل أن المزيج التسويقي أو Marketing Mix هو عبارة أداة أو مفهوم يتضمن جميع العناصر التي تتكون منها الأنشطة والأعمال التسويقية.

المزيج التسويقي

تم التوصل إلى مفهوم المزيج التسويقي في الستينات بواسطة البروفيسور (جيرومي مكارثي – Jerome McCarthy)، ثم تم تطويره من قبل عرّاب التسويق الرقمي (فيليب كوتلر – Philip Kotler)، وهو مفهوم يأخذ في الاعتبار أربعة أركان أساسية يجب أن تتضمنها أية استراتيجية تسويقية:

1- المنتَج Product

المنتج أو الخدمة المقدمة، أي ما تقدمه الشركة لجمهورها

2- السعر Price

3- المكان أو قطاع الأداء أو الحيز السوقي Place

الطريقة التي يصل بها الزبون إلى المنتج أو الخدمة أو العلامة التجارية

4- الترويج والدعاية Promotion

الأعمال والإجراءات الترويجية التي يتم عملها للتسويق للمنتجات والخدمات المقدمة

هذه الأركان معروفة باسم (4Ps)

هذه أربعة عناصر تسويقية وهي ما تعرف ب المزيج التسويقي 4Ps (المنتج – السعر – التوزيع – الترويج) المصممة لتطوير الاستراتيجية التسويقية وزيادة فعاليتها.
لكن في المنظور الجديد  تتحول الرباعية القديمة 4P إلي 4C!
كيف ذلك؟! 

1. المنتج Product يتحول ليصبح Customer Needs،  أو حاجات و رغبات العميل.
اعتقد ان المعادلة المبنية على فرض ما يمكن إنتاجه للعميل من أجل عملية الشراء قد تطورت لتصبح معتمدة على الإقناع بشكل أساسي، أي اقناع العملاء المحتملين بمزايا خدمتك أو منتجك.

2. السعر Price يتحول ليصبح Cost to the User او تكلفة أسعار العميل وتلبية طلباته.
لم يعد قرار الشراء مقتصرًا على تكلفة شراء قطعة بسكويت او ما شابه، بل تعداه إلي تكلفة الإنتقال الي المطعم وركن السيارة وسهولة الوصول الي المطعم.

3. التوزيع Placement او المكان يتحول ليصبح Convenience او ملائمة حاجات ورغبات العميل.

أي أن تقوم بتقديم ما يحتاجه العميل في الوقت المناسب وبالشكل الذي يريحه.

لم يعد العميل بحاجة للذهاب إلى السوق لشراء احتياجاته، فمع وجود الانترنت وبطاقات الائتمان لم هناك حاجة للذهاب لأي مكان!

4. الدعاية Promotion تتحول لتصبح Communication او الحوار والعلاقة الثنائية.

لم يعد الأمر حوارًا من طرف واحد عبر إعلانات عمياء وتكاليف فقط، بل تحول إلى حوار ثنائي عبر الاستماع إلى آراء العملاء وتعليقاتهم على المنتج أو الخدمة المقدمة لهم، أيضا وسائل الدعاية والاعلان والتغليف.

خلاصة القول: المزيج القديم كان يركز بشكل اكبر علي السلعة او الخدمة المقدمة كثيرًا، في حين يركز المزيج الحديث على العميل ورفاهيته و سعادته.